@omwaad..a: اكان دا .. كان داكا .. نَص ٌّ، وأداءاتٌ عدة رصد: المسوداب تَغَنّي ب(أكان دا كان داكا) العديد من المطربين السودانيين، كُلٌ يُضيف تفرُّدا خاصا إلي رهافة الأصل وثرائه وعلي رأس هؤلاء المبدع خلف الله حمد وهي ليست أغنية، بل مناحة (مرثية) من التراثيات السودانية وقد قيلت في الشيخ الصوفي حسب الرسول ود بدُر المتوفي عام 1930م ويقال أن ناظمها هو أحد مريدي الشيخ وقد ارتجلها أثناء نواحه عليه لدي صدور خبر وفاته. فإلي شرح المناحة " اكان دا كان داكا بمعني: سواء هذا أو ذاك، وتلك إشارة للشيخ حسب الرسول كان دا أي إذا كان هذا ووالده الشيخ العبيد ود بدر كان داكا أي إذا كان ذلك. ويلتبس اللفظ والمعني علي الكثيرين، ظنا منهم أنها تُلفظ أو تعني "الكنداكة" (وجمعها كنداكات) لقب الملكات في حضارة كوش السودانية القديمة والتي تعرف أيضاً بالحضارة النوبية وبعضهم يظن أنها "الكنداكة" بمعني الغبار الكثيف في الدارجية السودانية "سيدي سيد الأراكة" وسيد الأراكة تعني صاحب الأراكة. والأراكة مفرد للأراك، وهو من نباتات المناطق الجافة المنتشر في مناطق شرق السودان واستُخدمت فروعه الطيبة النكهة كمساويك قبل معرفة فرش الأسنان وقد ورد ذكر الأراك في عديد من التراثيات السودانية .. كما في أغنية القمر بوبا الصغيرة شديرة (شجيرة) الأراك ويا قمر عشرة الفي سماك". وتنطق الأراكة بالدارجية السودانية "اللراكة" وذلك لأن السودانيين للتخفيف وسهولة النطق يقلبون الألف لاما . فيقولون اللراكة للأراكة ومثلها اللسد للأسد واللحد ليوم الأحد " أبويا وينو بحر الظمايا"وأبويا تعني أبي وذلك للكناية عن حميمية الصِّلة وبحر الظمايا أي البحر الذي يقصده الظامئون إشارة إلي قصد المحتاجين إليه "أبويا وينو مُرواد العمايا " أي أنه مرواد للعميان بمعني شافيا لهم والمرواد أداة لوضع الكحل على العين للاستشفاء " أبويا وينو البـِعْصِر جنايا أي الذي يحنو علي طفلي أبويا وينو الإيدو عطّايا أي الكثير العطاء ضهري أنا سيدي بـِعَبّي الكيله " ضهري تعني ظهري بالدارجية السودانية وذلك للكناية عن السند القوي بعبي الكيلة بمعني يملأ الكيلة والكيلة مكيال كبير للذرة والقمح وما شابه وتعبئة الكيلة كناية عن الجود والكرم سيد الحلقة التّكُر أي حلقة الذكر ذات الكرير وهو صوت الغناء والمدح الصوفي الذي يخرج من الحلق والصدر وفيه شئ من الحزن والنحيب مما يناسب الحضرة الصوفية ويبدو أنه مأخوذ من صوت الابل ونحيبها ونجد الكرير أيضا في قصيدة الشيخ البرعي في الشيخ التوم ودبانقا والشيخ علي المرين قائلا هل الحلقة الصاحت بالكرير عجبوني التوم والمرين سيد القَدَح البِجُر أي القدح الضخم والقدح صحن ضخم من الخشب يُقري به الضيوف في السابق نارو تُوقِد للفجر أي تتقد ناره الليل كله إلي أن يحين الفجر لتدل الضيوف وأبناء السبيل عليه لإكرامهم وهذه عادة قديمة لجلب الضيوف وإكرامهم . " ضوت ليلة القدر "أي أضاءت له ليلة القدر" للإسمو حسب الرسول سيدي الوارث الشيخ ودبدر" إشارة لتولي الشيخ حسب الرسول المشيخة من بعد أبيه بمدح وبجيب ابيات لي ود تذكار الخلوات الشاعر يمدح بأبيات شعره صاحب الخلوات والخلوات هي أماكن تعليم القرآن بالقري الصوفية وكت العيش بقى بالملوات اب آمنه حوبتك جات حينما يصبح كَيْل الذرة بالملوات فإن الشيخ يخرج محصوله لتوزيعه على الناس والملوة مكيال صغير كناية عن الشدة والقحط " الكان دا كان داكا سيدي سيد الطاحونة " أي صاحب الطاحونة في زمن ندرت فيه الطواحين لطحن الذرة وذلك إشارة لاطعام ذوي الحاجات" الكان داك اب غُرّة عندو والمونة " أب غرة أي يمتلك الغرة كناية عن الخيول والغرة بياض في جبهة الفرس فهو أغر والمونة تخفيف للمؤونة وهي قوت العام الكامل يبذله الشيخ للمحتاجين " الكان داك كان دا ولد رِيّا "أي أن الشيخ حسب الرسول وولده العبيد هم أبناء رِيّا ونلاحظ التقدم الاجتماعي للسودانيين في انتشار عادة تكنيتهم للرجل بابن الأم "ولد ريّا أو بأبو البنت "ود أب آمنة - كما ورد ذكرها في بيت سابق وايضا لاحظنا الإشارة إلى حكم الكنداكات في المملكة النوبية في بداية الموضوع الكان داكا اب غُرّة عندو الفضية ربما رمز لشئ فضي أو للفضية التي توضع فيها الأواني وربما بمعني أن غّرة الشيخ (أي علامة الصلاة) فضية اللون " سيد أبويا وينو النحاسو البِنْتِل النحاس آلة إيقاعية ضخمة تضرب لجمع الناس في سابق التاريخ السوداني لها دوي هائل تسمعه القرى المجاورة ولا يملك النحاس الا سادة القوم والنّتْل هو الاهتزاز والصوت العظيم " الجدري الحبس البازنجل وقد يكون البازنجل تخفيف لكلمة البازنجر والبازنجر كما اورد دكتور عون الشريف قاسم في قاموسه هم العبيد وبالأخص المجندين منهم وربما المعني هنا بأنه كمرض الجدري الذي حبس المجندين عن الاعتداء علي الناس هيبتك فوق المسيد واقع فوق للحدود " يوم تِجلى ويوم تزيد "أي أن هيبة الشيخ تجاوزت حدود المسيد
