تَمزِيق العُقول البَشرية إلى أشلَاء ثُم جَمعُها وصِياغتُها فِي قَوالِب جَدِيدة مِن اختيارهِم. هل تَفهَمُ أي نَوع مِن العَالم يُخلقُ هُنَا؟ إنهُ النَقِيض التام ليُوتُوبِيا المَدينة الفَاضِلة التي تَصورها المُصلِحُون الأقدمُون، إنهُ عَالَم الخَوف والغَدر والتعذِيب، عَالم يَدُوسُ النَاسُ فِيه بَعضَهم بعضاً، عَالمُُ يَزدَادُ قَسوة ُ كُلما ازدَاد نَقاء، إذ التَقدُم فيهِ هو التَقدُم بِاتجاه المزيد مِن الألاَم. لَقد زَعِمت الحَضَارات الغَابِرة بِأنها قَامَت عَلى الحُب والعَدالة أمَا حضَارتُنا فَهِي قَائِمة عَلى الكَراهِية، فَفِي عَالمِنا لا مَكَان للعَواطِف غَير الخَوف والغَضب والانٍتشاء بالنَصر وإذلال الذَات، وأي شَيء خِلاف ذَلك سنُدمِره تَدميراً. إننا بالفعل نَعمل على تفكِيك الفِكر و الثورة الفِكرية، لَقد فصمنا العَلاقة بَين الطِفل ووالديه، وبين الصَدِيق وصدِيقهِ، وبَين الزَوج وزوجَتٍه، ولم يعُد أحد قَادراً علَى الثِقة بِزوجته أو بِطفله أو بِصديقهِ، وفِي المُستقبل لن يكُون هُناك زوجَات أو أصدِقاء. كَما سَينعدم كُل وَلاء . ولن يكُون هُناك ضحِك غير الضَحك الذِي يُصاحب نشوة الانتِصار علَى العَدو المقهُور، ولن يكُون هُنالك أدب أو فَن أو عِلم، كما ستزول الفروق بين الجمال والقبح، ولن يكُون هُناك حُب للاستِطلاع أو التَمتع بِالحَياة ولن يكُون هُناك ميل نَحو مِباهج الحَياة التِي ستُدمر تدمِيرا #elias_mechakra - @elias.mechakra