@110_alhashmi_313: حديث الصورة المرأية الانزعية / ج ٤/ قال المفضل قلت يا مولاى ابدأ بالبينات، قال يا مفضل لا يسع الكشف، فقلت يا مولاى قد بان للعارفين إشارتك وغرب عليهم ادراك نهايتك. قال يا مفضل: العلى الأحد إذا كان ظاهرا لخلقه بدأ بثلاث حجب: يحجب ذاته بنوره ويحجب نوره بضيائه ويحجب ضياؤه بظلاله. وهم انوار لا أجسام ولا بشر، والصورة الأنزعية هى ذات الضياء والظل، وهى التى لم تتغير فى قديم الدهور ولا فيما يحدث من الازمان والعصور. فظاهره الصورة الأنزعية وباطنه المعنوية، تلك الصورة هيولا الهيولات ومأزلة الأزليات ومظهرة المعجزات، ظاهرها منعقد بباطنها كما قال: ظاهرى إمامة ووصية وباطنى غيب لا يدرك، وذلك انهم يقرون انه إمام وأن علمه ربانى، فإذا قيل لهم انه معنى المعانى والرب الصمدانى تولوا وكفروا. وذلك بانهم يؤمنون بغيب لا يرى ومن عبد ما لا يرى أوشك ان لا يكون على شئ، فلما دلهم على ذاته وصرح لهم بمعنويته كفروا به وجعلوه مربوبا. وقد نص على إسمه فى سورة الحشر اذ يقول:" وظنوا انه مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا"، ولم يأتهم فى ذلك الوقت سوي مولاك العين، يا مفضل فمن عرف مواقع الصفة بلغ قرار المعرفة، وقرار المعرفة حقيقة المعنى جلت قدرته. أما سمعت الإشارة فى قوله تعالى:" الله نور السماوات والأرض، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح، المصباح فى زجاجة، الزجاجة كانها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية، يكاد زيتها يضئ ولو تمسسه نار، نور على نور، يهدى الله لنوره من يشاء، ويضرب الله الأمثال للناس، والله بكل شئ عليم". وأنا مفسر لك هذه الآية وهى فى ظهور مولاك العين، إعلم ان المشكاة هى الصورة المرئية الأنزعية، والمصباح الضياء والظل الذى ذكرته لك، الزجاجة التى كأنها كوكب درى هى النور الذى بدا من الذات، والشجرة هى الذات لانها لا توصف فلا هى فى الشرق فيخلوا منها الغرب ولا هى فى الغرب فيخلوا منها الشرق، بل هى فى الجميع عامة،، يكاد زيتها يضئ ولو تمسسه نار يعنى الصورة التى ظنوا انها بشر هى نور الضياء، والظل من ورائها، وهى نور الذات ولسان الإشارات فتلك لسان الحق لا لسان لحم أو عظم، يهدى الله لنوره من يشاء. يا مفضل وقفت على سر الله الخفى وظاهره الجلى، وباطنه المنيع وذاته الرفيع. يا مفضل إعلم ان الصفة غير الموصوف والنعت غير المنعوت والمكان غير المكون والنور غير المنير والقدرة غير القدير لأنه منه أبداها، وكذلك الإسم غير المعنى لأن المعنى متأحد بنوره متأنس الى خلقه كخلقه، فاذا بطن ففي ذاته وغيبه الذى لا يشاكله الا هو، فتعالى الله العلى العظيم. وقد سألتنى يا مفضل عن المشيئة، فاعلم ان الله شاء ان يبدى مشيئته ولم يزل بها عالما، فكانت المشيئة إرادة من غير همة ولا حدوث ولا فكر ولا انتقال حركة الى سكون أو سكون الى حركة، وذلك إنه لم يظهر المشيئة التى هى إسمه لحاجة منه إليه، ولكن بطبع الكتاب الحميد بدت الحكمة إظهار ما فيه للعيان، ولو لم يظهر من غامض علمه الى وجود معاينته، لكان الملك ناقصا والحكمة غير تامة، لأن تمام القوة والفعل تمام العلم والمعلوم، وتمام الكون والتكوين، فافتح يا مفضل مقلتى قلبك لأمر ربك وأعلم أن النور لك يكن باطن الذات، فظهر منه، ولا ظاهرا فيه فبطن فيه. بل النور من الذات من غير تنقيص ولا غاية فى غيبة، بل استتار مشرق منه بلا انفصال كالشعاع من القرص أو الفئ من الشبح. يا مفضل: الصورة التى يظهر بها الإسم من ضياء نوره أفضل من ضيائه الذى تشخص للخلق لينظروه، ودلهم على باريهم ليعرفوه، فهى صفة النفس، والنفس صفة الذات، فلأجل ذلك سمى بنفسه، لقوله تعالى:" ويحذركم الله نفسه". وإنما حذركم أن تجعلوه محدثا ومصنوعا كالمحدثات، لأن نور الذات قديم غير محدث ولا مصنوع، ولو كان ذلك النور محدثا لكان الذات محدثا، وهذا هو الكفر. إعلم يا مفضل أنه ليس بين الأحد والواحد إلا كما بين الحركة والسكون وبين الكاف والنون، لأنه متصل بنور ذات الأحد الذى لا يحد لأنه غاية من قصده ونهاية من طلبه، والباب من دون الإسم، ومن دونه سائر المراتب. أتدرى يا مفضل لم سمى أحمد؟، قلت لا يا مولاى، فقال: من حمد الخلائق واتباعها له. يا مفضل: من قال يا الله وسائر الأسامى الربانية فإنما بالواحد التوسل والدعاء. يا مفضل أما سمعت قوله تعالى:" إن الله ربي وربكم فاعبدوه، هذا صراط مستقيم"، أما الصراط الذى ذكرته عامة من لا يعرف أنه أحد من السيف وادق من الشعرة، وعلمه واستقامة الأمر له بتلك الصورة، ومن علم أنه ظاهر اللاهوت فقد استقام على الصراط الذى لا اعوجاج فيه وعرف السر الخفى والنور المضى. يا مفضل وكل إسم للإسم واقع بباب وحدانية أم الحروف الياء، وكذلك أنه لما خلق الله الواحد وظهر له عز وجل ودعاه فأجابه، ) #فضائل_العلي_ألعظيم #وحارت_العقول_عن_كنه_معرفتك #ذكر_علي_عبادة #حب_علي_عبادة #طلعت_الحق_هو_عليا١١٠