@alaa_almuhamed: أثناء سفري اليوم، واجهت موقفًا قاسيًا ومؤثرًا للغاية لسيدة تركية مُسنة كانت تجلس على كرسي العجزة. مريضة، وحيدة ، وتبكي طوال الوقت وهي تُطالع وجوه الغرباء من حوّلها السيدة، التي كان واضحًا أنها بحاجة ماسة للرعاية، لم يكن يرافقها أي فرد من عائلتها، مما أثار استغراب طاقم الطائرة ودهشتهم من وجودها وحدها، بدأت الأسئلة تتوالى: أين ابنها؟ لماذا هي هنا دون مرافق؟ هل يوجد شخص برفقتها وقد تأخر عن الصعود للطائرة لسبب ما ؟ تأخرت الطائرة ما يقارب ربع ساعة، وأجرى الطاقم عدة اتصالات، ليكتشفوا في النهاية أن ابنها هو من أوصلها، لكنه تركها وحدها وعاد إلى منزله دون أي توصية أو تنسيق مع الطاقم بشأن حالتها. كانت تلك اللحظة صادمة ومؤلمة للجميع. الركاب شعروا بالغضب الشديد بسبب ما اعتبروه تقصيرًا كبيرًا بحق والدتهم، بينما كانت هي ترفض تصديق ما حدث. في تلك اللحظة، ظهر شاب سوري، جلس بجانبها وبدأ يواسيها. استطاع أن يهدئها، وبعدما ارتاحت له، بدأت تبكي بحرقة أكبر. كان مشاهد مؤثر لا يمكن وصفه الموقف تركني في حالة من التأمل والحزن العميق ، تساءلت: ما الذي قد يدفع الأبناء لترك أمهم وحيدة وهي بهذا الحال و العمر؟ هل هو العقوق كما فسرها بعض الركاب؟ أم أن هناك أسبابًا وظروفًا نجهلها؟ الآراء كانت متباينة: هناك من رأى أن هذا تصرف غير مبرر مهما كانت الظروف، لأن الأم مقدسة، وواجب الأبناء أن يكونوا بجانبها، خاصة في مثل هذه الأوقات. آخرون قدموا أعذارًا، مثل الأحوال المادية أو ضغط العمل، لكنني شخصيًا أجد صعوبة في تقبل أي تبرير لهذا الموقف. بعد هبوط الطائرة ، تواصلت أنا والشاب السوري مع إدارة الطائرة وطلبنا منهم أن يهتموا بالسيدة المسنة ولم نفارقها حتى تأكدنا من أنها ستحصل على كل الرعاية اللازمة رسالتي من هذه الحادثة: كيف لبعض الأبناء أن يبرروا تقصيرهم تجاه آبائهم، بينما تنهال الانتقادات على الأمهات إذا قصّرن بحق أطفالهن؟ أليس الشيخ الكبير الطاعن في السن يحتاج إلى رعاية وعناية تمامًا كالأطفال الصغار؟؟ في النهاية، طلبت الإذن لتوثيق هذه اللحظات المؤثرة ونقلها للعبرة. لكنني أرجو من الجميع أن يكونوا رحيمين في أحكامهم، وبدلًا من الدعاء على أبنائها ، لندعُ لهم بالهداية والصواب. “ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن” تنويه: لا أسمح باستخدام الفيديو الخاص بي في أي مكان آخر دون إذن مسبق. يمكنك مشاركته فقط عبر الستوري