@inotavailabie: «هذا الخطاب الوجودي، بعبثيّة كامو، و عدميّة سارتر، بنظرتهما السودَاويَة للحيَاة و أنّها بلا معنى، ما هو إلا نتيجة للأيديولوجيا النهضويّة في عصر التنوير، و ما بعد الحداثة، بعد أن تفشّى تأثيرهما في العالم، - و بخاصّة مع الثورة الإعلاميَة، و العولمة الثقافية - فقد ركزت فكرها على الإنسان، و بصورة شائعة على الذات، و اسهبَت كذلك في خطابها و بث دعواها في التلفاز، و السينما، و الروايات، بتضخيمها من دور الإنسان في تقريره لنوعيّة الحياة و معناها، وبذا تراكمَ على العقل ثقل أكبر منه في إيجاد معنى للحياة، و من ثم تشعّب مفهوم العقل الواعي، و قُدرته على سبر أغوار النفس و باستثناء الوعي، واللامعنى، فلا يزال في هذا الإنسَان، فتيله الروحي الخامد، اللامَادي، في تبصره للحياة، و في أفقه اللامحدود، و الإنسان بطبيعة الحال كائن مَخوف هَلوع من المجهول، لاتزال اسئلته الميتافيزيقيا تُريبه، ولا ريب فقد قصرُ عقله عن سبَر أغوارها، فلجلجَ بذاكَ وَعيهُ عن إدراك معنى لحيَاته المادّية العبثية، فهوَ لا يزال في صميم روحه مُدرك لسذاجتها المعنوية، و معذّب من فكرة الموت و مابعدَ الموت، ولكنّه مع ذلك مُصر على تناقضه، المادي لطبيعة الحيَاة، و المابعد الحتفي لحياته فهو واعٍ لتناقضه، و ذلك بلا شك يُعذبه»