لطالما كانت الصداقات بالنسبة لي شيئًا ثمينًا، علاقة قائمة على الثقة والمشاركة والمساندة في كل وقت. كنت أظن أن الأصدقاء الحقيقيين هم من يبقون معك مهما تغيرت الظروف أو مرت الأيام، إلا أن ما حدث في الآونة الأخيرة كان درسًا قاسيًا في مفهوم الصداقة. كانت الأيام تمضي، وكلما نظرت إليك، شعرت بوجود شيء مختلف فيك. لم يعد الصوت الذي أسمعه هو نفسه، ولا الكلمات التي نقولها. كان هناك نوع من الفتور، وكأنك ابتعدت تدريجيًا دون أن تدري أو ربما كنت تدري، لكنك اخترت الصمت في الوقت الذي كنت أحتاج فيه إلى الكلام. لقد كان هناك وقت، أعتقد أنه كان الأخير، حيث كنت أنتظر تلك اللفتة البسيطة، كنت انتظر منك وداعاً أو حتى نظرة تخبرني انك هنا لكنك اخترت الغياب في اهم أيامي, تلك الكلمات التي تودعني بها، أو حتى مجرد سؤال عن حالي في هذه الفترة التي كانت بالنسبة لي مليئة بالتحديات. لكن، بدلاً من ذلك، شعرت وكأنني كنت مجرد شخص عابر في حياتك، وكأن الأيام التي قضيناها معًا لم تكن أكثر من مجرد لحظات فارغة، لا تحمل بين طياتها سوى الذكريات التي تبدأ في التلاشي تدريجيًا. قد تكون الظروف هي التي جعلتك تختار هذا الابتعاد، أو ربما كان هذا القرار نابعًا من قلبك، لكن ما يزعجني أكثر هو هذا الفراغ الذي تركته خلفك. ليس فراغًا في حياتي فقط، بل فراغًا في روحي، لأنني كنت أظن أننا في رحلة واحدة، وكان غيابك، دون كلمة وداع أو تبرير، كالصمت الذي يعم بعد ضجة كبيرة. لقد غبت عني في وقت كنت أحتاج فيه لمن يقف بجانبي، وفي وقت كنت أحتاج فيه أن أشعر بأن هناك من يساندني في لحظاتي الأخيرة من هذه المرحلة. ولكن، يبدو أن هذه هي الحياة، وأن بعض الأشخاص يرحلون دون أن ندرك تمامًا لماذا، ودون أن نتمكن من الوقوف على الأسباب ورغم كل هذا، لن أستطيع أن أنكر أن ما مررنا به سويا كان له أثر في حياتي. فحتى في غيابك، سأظل أحتفظ بالذكريات التي كانت بيننا، التي رغم قسوتها الآن، إلا أنها تظل جزءًا من مشوار طويل عشته. ربما يأتي يوم ويعود الزمن إلى الوراء، وتعود تلك اللحظات الجميلة التي كانت تجمعنا، لكن حتى ذلك الحين، سأظل أتساءل: هل كان غيابك قدَرًا؟ أم أن الصداقات أحيانًا تخبو مع مرور الزمن؟ سيكون آخر يوم هو الذي يحدد أهميتي؟أم وداعك لي في يومي الأخير؟ - @7ivl_9