@.2..515: تعريف علم الهيئة، وموضوعه، وأقسامهالخلاف كما وقع شموليته لعلم النجوم وعلم أحكام النجوم، كذلك وقع الخلاف بينهم فيبين العلماء والحكماء في شمولية علم الهيئة وعدمموضوع علم الهيئة ؛ ولعل ذلك ناشئ من عدم الوضوح في كلماتهم لبيان الموضوع ، واليك أقوالهم في المسألة .أولا: إنَّ بعض فلكيي العرب - كاليونانيين في زمن بطلميوس ـ كان غرضهم من علم الهيئة تبيين الحركات السماوية مع كل إختلافاتها المرئية بأشكال هندسية تمكنهم من حساب أوضاع الكواكب في أي وقت كان، فإن كانت تلك الأشكال تصلح لحساب الظواهر قبلوا بها ولم يهتموا بالبحث عن"موافقتها لحقيقة حركات الأجرام السماوية أم لا ؟ وذلك لظنهم أنَّ البحث عن حقيقة الحركات وعللها يكون على المشتغلين بالحكمة الطبيعية والحكمةالالهية، وعلى هذا القول الحكيم ابن رشد فقال - مضمونا - :إشترك الحكيم الطبيعي والمُنَجِّم في النظر في هذه المسائل، ولكن المنجم في الأغلب يشرح الكيفية، أما الطبيعي فيشرح العلة، وما يعطيه المنجم في الأغلب إنَّما هو مما يظهر للحس من ترتيب الكواكب، وكيفية حركاتها، وعددها، ووضعها إلى بعض فيعرف مثلاً ترتيبها من كسف بعضها لبعض، أما الطبيعي فيشتغل بتعليل ذلك ... الخ( وقال) : فلا يَبْعُد أنَّ المنجم - في الأغلب - يأتي بعلة غير العلة الطبيعية، فيتبين أن كيفية التعليل التي يبحث عنها الطبيعي ليست كيفية التعليل التي يبحث عنها المنجم، فإنَّ المنجم يعتبر العلل المجردة عن المادة، أعني : العلل التعليمية، والطبيعي يعتبر العلل الكائنة مع المادة، ففي العلمين يبحث - مثلا . لماذا السماء كروية؟ فيقول الطبيعي : لأنها جسم لا ثقيل، ولا خفيف، أما المنجم فيقول : لأنَّ الخطوط الخارجة عن المركز الى محيط الدائرة هي متساوية . أ هـ .فبناءً على هذا أنَّ البَحْث عن سبب الحركات السماوية، وعن طبيعة الأجرام الفلكيّة، والآثار العلوية خارجة عن موضوع علم الهيئة على رأي بعض العماء العرب، وداخلة في الحكمة الالهية والطبيعية .فيثانياً: إنَّ المتأخرين ومنهم القاضي زادة الرومي في شرحه على الملخص الهيئة للجغميني قال : علم الهيئة الذي يُبحث فيه عن أحوال الأجرام البسيطة العلوية والسفلية، من حيث الكمية، والوضع، والحركة اللازمة لها، وما يلزممنها .وعلى هذا الرأي البرجندي في حاشيته على القاضي زادة، وكذلك ابن خلدون في المقدمة، فقال : هو علمٌ يَنْظُر في حركات الكواكب الثابتة، والمتحركة المتحيرة، ويستدل بكيفيات تلك الحركات على أشكال وأوضاع للأفلاك، لزمت عنها هذه الحركات المحسوسة بطرق هندسية، ... وهذه الهيئة صناعة شريفة، وليست على ما يُفْهَم في المشهور: انها تعطي صورة السموات ، وترتيب الأفلاك والكواكب بالحقيقة، بل إنَّما تُعطي أنَّ هذه الصور والهيئات للأفلاك لزمت عن هذه الحركات، وأنت تعلم أنه لا يبعد أن يكون الشيء الواحد لازماً لمختلفين وإن قلنا إنَّ الحركات لازمة، فهو إستدلال"باللازم على وجود الملزوم، ولا يعطي الحقيقة . ثالثا: موضوع علم الهيئة عند العرب - بقطع النظر عن أحكام النجوم المرفوضة في أيامنا - قد إشتمل على علم الهيئة الكروي، والعملي، وقسم علمصغير من النظري يخص الكسوفات وإستتارات الكواكب السيارة مع التواريخ الرياضي، وعلم طول البلدان وعروضها على طريقة كتاب"الجغرافيا" البطميوس، فقد خرج من علم الهيئة عند العرب :أ. علم الميكانيكا الفلكية .ب. علم طبيعة الأجرام السماوية .ت. أكثر علم الهيئة النظري، حيث أنه يبحث عن حقيقة حركات الكواكب .أما على رأي فلكيي زماننا فإنَّ علم الهيئة : هو علم يبحث فيه عن ظواهر الأجرام السماوية ونواميس حركاتها المرئية، والحقيقة، ومقاديرها، وأبعادها، وخاصياتها الطبيعية.وينقسم علم الهيئة إلى خمسة أقسام :. علم الهيئة الكروي: وهو الإستقصاء فيما يظهر عند رصد السماء من حركات الكواكب، وأوضاعها بعضا لبعض، أو بالنسبة إلى دوائر ونقط مفروضة في الكرة السماوية، فيشتمل هذا القسم على قوانين الحركات المرئية اليوميّة والسنوية للكواكب وإستخدامها ؛ لتقدير الزمن، وتعين المواضع السماوية والأرضية، ثم على قواعد تقدم الإعتدالين، وتمايل محور الأرض،وإختلافات المنظر، وإنكسار الجو، وإنحراف الضوء.وهذا القسم مبني على علم حساب المثلثات الكروية خصوصاً، ولهعلاقات بالجغرافيا الرياضية - وهو علم هيئة الأرض - .علم الهيئة النظري: وهو بواسطة القوانين الثلاثة المشهورة بـ : قوانين كبلر يستخرج من الحركات المرئية الحركات الحقيقية في فضاء السماء، ويعلم كيفية تقویم مواضع الأجرام السماوية. #اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد #اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد #اهل_البيت_عليهم_سلام #اهل_البيت_عليهم_سلام #تيم_مكافحة_الوجود