العنف الصامت: وجه آخر للأذى النفسي العنف الصامت هو نوع من الأذى النفسي الذي لا يُستخدم فيه الكلام الجارح أو العنف الجسدي، بل يتجلى في التجاهل، الإهمال، والصمت المتعمد الذي يقتل الروح ببطء. ويعد هذا النوع من العنف الأخطر لأنه يترك أثرًا نفسيًا عميقًا دون أن يترك أثراً جسدياً ظاهراً. ست سلوكيات تبين العنف الصامت وأضراره: 1. التجاهل التام للمشاعر: مثل عدم الرد على تساؤلات الشخص أو إظهار اللامبالاة تجاه ما يشعر به. هذا السلوك يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس والشعور بالدونية. 2. الصمت العقابي: عندما يستخدم الشخص الصمت كوسيلة للمعاقبة بعد خلاف أو مشكلة، مما يخلق شعورًا بالعزلة لدى الطرف الآخر. 3. التقليل من قيمة الإنجازات: عبر عدم تقديم الدعم أو التقدير لما يحققه الآخرون، مما يؤدي إلى انعدام التحفيز وفقدان الحماسة. 4. رفض الحوار أو النقاش: الامتناع عن مناقشة المشكلات بحجة عدم الاهتمام، مما يفاقم سوء الفهم ويزيد التوتر. 5. الإهمال العاطفي: غياب العناية والاهتمام بمشاعر واحتياجات الآخر، مما يولد شعورًا بالهجر العاطفي. 6. الانعزال المتعمد: مثل الانشغال الدائم أو عدم تخصيص وقت للشريك، مما يخلق فجوة نفسية وعاطفية. أضرار العنف الصامت: • آثار نفسية طويلة الأمد: يسبب شعورًا بعدم القيمة وقد يؤدي إلى الاكتئاب. • تدمير العلاقات: يضعف التواصل والثقة بين الأطراف. • الانعزال الاجتماعي: قد يشعر الشخص أنه غير مرحب به أو غير مرغوب فيه. • التأثير على الصحة الجسدية: الإجهاد النفسي الناتج عن العنف الصامت قد يسبب مشاكل صحية. كيف تتعامل مع من يمارس العنف الصامت؟ 1. واجه الشخص بلطف: اسأله بهدوء عن سبب سلوكه وأكد له أنك تهتم بفهم ما يشعر به. 2. لا تأخذ الأمور بشكل شخصي: تذكر أن هذا السلوك يعكس مشاكل الشخص الآخر وليس عيبًا فيك. 3. اطلب الوضوح: حاول فتح قنوات حوار مباشرة وشفافة. 4. حدد حدودك: وضح أنك لا تقبل هذا النوع من السلوك وأنك مستعد لتقديم الدعم عند الحاجة. 5. استعن بالمساندة العائلية أو المهنية: إذا استمر السلوك، فلا تتردد في طلب مساعدة متخصصة. 6. اعتنِ بنفسك: تذكر أن صحتك النفسية هي الأولوية؛ مارس الرياضة، التأمل، أو قم بنشاط تحبه. ويقول الرسول ﷺ: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره” (رواه مسلم). تساؤل: كيف يمكن أن نحقق التوازن بين الصبر على الآخرين وحماية أنفسنا؟ الإجابة: التوازن يتحقق حين ندرك أن الصبر لا يعني القبول بالإساءة، بل يتطلب أن نتعامل مع الآخرين بحكمة ونحدد حدودًا واضحة تحمي كرامتنا دون قطيعة. العنف الصامت يعكس جرحاً داخلياً لدى من يمارسه، ولكن التعامل معه بحكمة يمكن أن يعيد التوازن والسلام للعلاقات. #خفايا_العقول #العنف_الصامت #اكاديمية_محمد_الخالدي #علم_النفس - @drrmohh