@mohammedtaqi3136: شهيد يناجي أستاذه الشهيد يا أستاذي… يا من علمتني كيف يكون درب العشقِ محفوفًا بالدماء، ها أنذا أستلقي على ترابٍ طالما اشتاقت له أرواح العاشقين، أضمّد جراحي بصبرك، وأرسم وجعي بحبر كلماتك التي ما غادرت صدري لحظة. أعلم أن القبور لا تجيب، ولكنك لم تكن يومًا ميتًا، بل كنت صرخةً تملأ الأفق، نورًا في درب العابرين نحو الله، ورايةً تأبى أن تسقط حتى وإن ظنوا أنهم أطفأوك بالرصاص والخيانة. أيا شهيدًا كان الموت على شفتيه سلامًا، ودمه آيةً تتلى في محراب الثائرين، هل تسمعني؟ هل تراني؟ أنا تلميذك الذي أودعته سرَّ الصبر، وسقيته من كأس العزيمة، فصرتُ أمضي كما كنتَ تمضي، لا ألتفت إلا لله، ولا أنحني إلا في محراب الحق. حينما اختارك الله، ظنوا أنهم انتصروا، لكنك كنت تعرف أن الراية لن تسقط، وأن الدم الذي يسيل على أعتاب الحرية لا يضيع سدى. واليوم، ها أنا أردد كلماتك، وأخطّها بجرحي، وأكتبها بدمعي، وأرددها في لحظات احتضاري: “سأمضي كما مضى الشهداء قبلي، ولن أضعف، ولن أبيع، فإن كان هذا الدرب هو دربك، فهو دربي إلى الله…” سلامٌ عليك يا أستاذي… سلامٌ على دمك الذي أنبتنا، سلامٌ على صرختك التي لن تموت!