@mohammedtaqi3136: قال ابن النجف والحنانة، الذي إذل الاحتلال وأهانه، الذي كسر شوكة المستكبرين في عقر دارهم، الذي أرعب الطغاة وهو في محرابه، وأخرس الجبابرة بصمته قبل كلامه، وقال للعالم كلّه بصوت التاريخ والمستقبل: “لا مكان للظلم بعد اليوم، لا مقام للخيانة بيننا، لا راحة للجبناء في أرض الأحرار!” العراق… قلب العالم النابض مركز العالم هو العراق، ومن لم يفهم ذلك بعد فليعد النظر في التاريخ جيدًا، وليفتح خرائطه العتيقة والمستجدة، وليقرأ عن بابل وأكد وسومر، عن مهد الحضارات، عن نقطة التقاء الأزمان والدهور، عن الأرض التي عاشت فوقها الأمم منذ بدء الخليقة، وكانت هي الصخرة التي تتحطم عليها أطماع المستكبرين. هنا صنع الإنسان تاريخه الأول، وهنا انطلقت الكلمة الأولى، وهنا ولد الإيمان، وهنا تنزلت النبوات، وهنا وقفت قوافل الطغاة في لحظة انهيارهم الأخيرة. ليس صدفةً أن يكون العراق بهذه العظمة، وليس وهمًا أن يقال عنه بأنه مفتاح الأرض ومغاليق السماء، بل هو قدرٌ إلهيٌ مكتوب، أن يكون العراق محورًا، وأن تكون له القيادة، وأن يتحطم عليه الباطل كلما أراد أن يتمدد فوق رقاب العباد. فمن يسيطر على العراق، يسيطر على قلب العالم، ومن يهيمن على العراق، يتحكم بمصير الشرق والغرب، ولذلك كان ولا يزال ساحة الصراع، وميدان المواجهة، وميزان العدل والجور. النجف.. حيث يُصنع التاريخ وتُهزم الطواغيت ومركز العراق هي النجف، المدينة التي لم تكن يومًا مجرد أرضٍ يسكنها البشر، بل كانت منذ الأزل ساحةً من ساحات السماء التي تجلت على الأرض. النجف ليست حجارةً وطينًا، بل هي بوابة الحكمة الإلهية، وخزانة الأسرار العلوية، ومنبر الأنبياء والأولياء. هنا يرقد أمير المؤمنين، سيد البلاغة والعدالة، الذي لو فهمت الدنيا كلماته لما بقي فيها ظالمٌ أو جائر، ولكنهم أبعدوا النجف عن حكمها ليبقوا في ظلماتهم يعمهون. إن النجف ليست مجرد مدينة دينية، بل هي مدرسة الحرية الأولى، ومصنع الأبطال، ومهد الثورات، ومأوى الفكر الذي لا ينحني أمام الطغاة. فمن النجف خرج صوت الفقه الذي لا يساوم، ومن النجف انطلقت رايات المقاومة التي لا تخضع، ومن النجف كان يُصاغ القرار الذي يُرعب المستعمر والمحتل. حاولوا عبر التاريخ أن يطفئوا نورها، فزاد توهجها، وحاولوا أن يكتموا صوتها، فصار صوتها مدويًا في كل أركان الأرض. النجف ليست مدينةً جامدة، بل هي كيانٌ حي، تتحرك فيه العقول، وتتصاعد فيه الأرواح، وتكبر فيه المشاريع الكبرى. النجف هي حاضرة العلم التي لا تُجارى، وهي مرقد الإمامة التي لا تُهزم، وهي القلعة التي يتحطم عند أبوابها كل مخططٍ استعمارٍ جديد. الكوفة.. قلب النجف وروحها ومركز النجف هي الكوفة، المدينة التي لا تعرف السكون، الأرض التي احتضنت أعظم اللحظات في تاريخ البشرية، حيث سار فيها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فكانت عاصمة العدل الإلهي على الأرض، وحيث ارتفع صوت الإمام الحسين داعيًا للحق قبل أن يرتحل إلى كربلاء، وحيث سيعود العدل مرةً أخرى عندما يُعلن آخر الثائرين قيام دولة الله في الأرض. الكوفة ليست مجرد مدينة، بل هي رمزٌ خالد، وشاهدٌ أبدي على أن العدل قد يُغيب لكنه لا يموت، وأن الحق قد يُحاصر لكنه لا يُهزم. هنا ضرب عليٌ بسيفه ليقيم العدل، وهنا سُفك دمه الشريف ليسكتوا صوته، لكنهم لم يدركوا أن صوت عليٍ لا يُسكت، وأن عدله لا يُمحى، وأنه سيبقى خالدًا حتى قيام الساعة. من أراد أن يفهم السياسة الحقيقية، فليدرس الكوفة، ومن أراد أن يعرف كيف تهزم الطواغيت، فليقرأ تاريخها، ومن أراد أن يرى المستقبل، فلينظر إلى هذه الأرض، لأن كل شيءٍ سيعود إليها، وكل شيءٍ سينطلق منها. وإذا تريد أحدد لك أكثر… إن كنت تجهل أين يتقرر مصير العالم، وأين ينكسر الباطل، وأين يعلن الحق انتصاره الأخير، فاعلم أن كل الطرق تؤدي إلى الكوفة، حيث سيرتفع لواء العدل، وحيث سيجتمع أهل الإيمان، وحيث سينكسر آخر جبابرة الأرض، وحيث سيكون اللقاء الأخير بين النور والظلام، لينتصر النور إلى الأبد. الكوفة ليست مجرد بقعةٍ جغرافية، بل هي ميعاد التاريخ مع حقيقته، وهي نقطة الارتكاز التي يدور حولها قدر البشرية كلها. من هنا سيخرج النداء الأخير، ومن هنا سيُعلن انهيار الطغيان إلى غير رجعة. فلا تبحثوا عن القوة خارج هذا المحور، ولا تتوهموا أن العالم يُدار بعيدًا عن هذا القلب النابض. إن النجف والكوفة والعراق ليست مجرد أسماء، بل هي جبهاتٌ مفتوحة، ومعارك مستمرة، وتاريخٌ لم ينتهِ بعد. ومن لم يفهم هذه الحقيقة اليوم، فسينكسر على صخرتها غدًا، كما انكسر من قبله كل جبارٍ عنيد.

Mohammed Taqi Alsaedi
Mohammed Taqi Alsaedi
Open In TikTok:
Region: IQ
Sunday 09 March 2025 20:12:26 GMT
2162
180
2
20

Music

Download

Comments

rdoan_aljnobe
جنوبي 🇮🇶🦅 :
قوية هاي ههههههههه
2025-03-10 04:31:19
0
tper313
𝑀𝑂𝑅𝑇𝐷𝐴 :
❤️❤️
2025-03-10 04:37:07
0
To see more videos from user @mohammedtaqi3136, please go to the Tikwm homepage.

Other Videos


About