@i2zxn0: ‏ الساعه الثانيةُ صباحًا ولا زلتُ ممدّدةً على وسادتي، كما كنتُ البارحة… وكما قبله بأيامٍ لا تُحصى، لم يتغيّر شيءٌ سوى أنفاسي التي أثقلها الحنين، وأفكاري التي لا تنام، تطرق رأسي كلّ مساء، تُعيدني إلى لحظاتٍ كنتُ فيها أنا… أُفتّش في قلبي عنّي، عن ذلك الشعور الدافئ الذي كنت أظنه أبديًا، عن صدى صوتٍ كنتُ أستمع له وكأنّه وطن. لكنّه تلاشى… كما تتلاشى الأحلام حين يُصفعها الصباح. كنتُ أظنّك ستعود، كنتُ أنتظرك على نوافذ الوقت، أزيّن صبري بالرجاء، وأُقنِع قلبي كلّ يومٍ أنّ اللقاء قريب. لكن الانتظار أكل منّي، وسرق منّي ضوءي، وأخذ منّي “أنا”. واستسلمت… نعم، استسلمتُ للحقيقة التي طالما أنكرتها، أنّك رحلت، وأنّ الطريق لم يعُد لنا، وأنّ كلانا سيمضي… في دربٍ لا يلتقي بالآخر لكنّي أعترف… كنتَ شيئًا جميلاً في فوضى أيّامي، وميضًا قصيرًا في عتمةِ سنيني، وقد رحلتَ… وبقيتَ في قلبي على هيئة “غصّة"