@lcnt: الجزء الثاني – من ملعب التنس... انكسرت القاعدة الذهبية سنة 1789 كانت لحظة مفصلية بتاريخ فرنسا. البلد مكسور اقتصاديًا، الشعب جوعان، والدولة غارقة بالديون، بس فوق هذا كله، الملك لويس السادس عشر قرر يدعو لاجتماع "الهيئات الثلاث" حتى يشرّع ضرائب جديدة. والهيئات الثلاث – مثل ما كان النظام القديم يفرض – هما: الإكليروس (رجال الدين)، النبلاء، والطبقة الثالثة، اللي تمثل الناس العاديين، الفلاحين، التجار، العمال، والمثقفين. الغريب؟ إن أول طبقتين تقريبًا ما يدفعون ضرائب، لا، هما محميين، ويعيشون بأمان تام. أما الطبقة الثالثة، فهي اللي تتحمل كل شي، رغم إنها تمثل أكثر من 90٪ من سكان البلد. كانت مجرد أداة تمويل، مو طرف حقيقي بالنقاش السياسي. وهاي المرة، إجوا مو ناويين يسكتون. الاجتماع ما دام طويل، لأن الصراع كان واضح من البداية. النظام القديم كان يسمح لكل طبقة بصوت واحد، وهاي الخدعة كانت تضمن دومًا إن صوت الطبقة الثالثة ينكتم. لأن رجال الدين والنبلاء دومًا يصوتون سوا، ويقطعون الطريق على أي تغيير. لكن هاي المرة، الطبقة الثالثة قالت: "خلص، كافي. شنو معناها إحنا أغلبية، بس ننهزم؟" قدموا مقترح: التصويت يصير حسب عدد النواب، مو حسب الطبقة. وهذا، لو صار، يعني إن صوت الشعب راح يصير فعّال لأول مرة. بس طبعًا، الطبقات المحظوظة رفضت، لأن يعرفون بالضبط شنو ممكن يصير: كل امتيازاتهم تروح، كل سلطتهم تنهار. الصراع وصل لطريق مسدود. وبدل ما ينسحبون بخيبة أمل، الطبقة الثالثة قررت تقلب الطاولة. تركوا قاعة الاجتماعات، ومشوا إلى مكان بديل، حتى يكمّلون النقاش. لقوا صالة مهجورة كانت تستخدم كـ ملعب تنس ملكي، وهناك، صارت لحظة تاريخية. النواب اجتمعوا، وقرروا يكتبون أول دستور لفرنسا الحديثة. وسووا قسم، صار يُعرف بـ "قسم ملعب التنس"، وحلفوا إنهم ما يرجعون لبيوتهم، ولا يسكتون، إلا بعد ما يغيرون شكل الدولة. الملك عرف باللي صار، وبدل ما يتفاهم وياهم، أمر يسدّ قاعة الاجتماع، محاولة لمنعهم من الاستمرار. لكن الأمور خرجت عن سيطرته. كانت أول مرة الشعب يرفع راسه، ويقول "لا". أول مرة يتمردون، مو بجوع، ولا بمطالبة برغيف خبز، بل بمطالبة بدولة جديدة. الإشاعات انتشرت، الناس بالمدن والقرى صارت تسمع باللي ديصير. صار الحديث مو عن خبز، صار عن عدالة، مساواة، كرامة. صار عن أمل. وأي أمل بفترة جوع وظلم، يعتبر وقود. الشارع بدأ يتحرّك، والناس صارت تتجمع. فرنسا كلّها بَدَت تغلي. ويا هذا الضغط، إجى اليوم اللي التاريخ نفسه توقف بيه لوهلة: 14 تموز 1789. الناس طلعت للشارع، مو بترخيص، ولا بتنظيم، طلعت لأن خلاص، كافي سكوت. الوجهة؟ سجن الباستيل. مو لأن بيه سجناء مهمين، بس لأن رمزيًا، كان مقر السلطة القمعية. كان رمز للصمت الإجباري، للحبس على رأي، للمجهول المخيف. هجموا، كسروا البوابات، قاتلوا الحرس، دخلوا، دمروا، ورفعوا علم الشعب مكان علم الملك. وانتهى كل شي... لا، بل بدأ كل شي من هناك. الخبر انتشر بسرعة مثل النار. وكل زاوية بفرنسا صار بيها نقاش، كل بيت صار بيه سؤال: شنو راح يصير بعد؟ فرنسا تغيّرت. من لحظة إسقاط الباستيل، ما عاد ممكن ترجع مثل قبل. بس رغم الهجوم، ورغم إن العالم شاف اللي صار، النظام بعده واقف، الملك بعده على العرش، والنخبة بعدهم بالحكم. لكن أساس القصر بدأ يتشقق. الناس، لأول مرة، صار عندهم شعور إنهم مو مجبرين يعيشون تحت أوامر القصر. والثورة، بعد ما فتحت بوابتها، ما كانت ناوية تسكّرها. كل يوم، كانت تاخذ شكل جديد، وتدفع الأمور إلى طريق ما بَرْجَع. الجزء الجاي… هو بداية الفوضى. يتبع...

احمد
احمد
Open In TikTok:
Region: IQ
Sunday 22 June 2025 05:14:47 GMT
330
15
0
0

Music

Download

Comments

There are no more comments for this video.
To see more videos from user @lcnt, please go to the Tikwm homepage.

Other Videos


About