@leon.17: منذ رحيلي عنك، وأنا أتألّم… لا شوقًا لك، بل ندمًا على نفسي، على قلبي الذي صدّقك، وعلى روحي التي منحتك كل شيء ولم تبخل، ظنًّا منها أن الحب يُقابَل بالحب، والوفاء يُردّ بالوفاء. أعلم تمامًا أن حياتك لم تتوقّف بعدي، وأنك واصلتِ المسير كما لو أني لم أكن، وكأن وجودي لم يكن سوى ظلّ عابر، عُدتِ بعده إلى النور دون التفات. أعلم أن أحدًا غيري قد دخل عالمك، واستقرّ في ذاك المكان الذي كنت أظنه لي وحدي، ذلك الركن الذي كنتِ تُسمّينه “قلبي”. لكنني اكتشفت متأخرًا، أنني كنت مجرّد عابر سبيل… محطة مؤقتة في طريقك، لا ذكرى تُحفظ، ولا حب يُخلَّد. أشدّ الأوجاع ليس الفقد، بل إدراكك أن من أحببتَه لم يحبك قط، أن كلّ اللحظات التي أبكته في غيابك لم تكن إلا تمثيلًا، وأنك الوحيد الذي كان حقيقياً في علاقةٍ مزيفة. لقد كنتُ صادقًا معك، حدّ الألم، حدّ التضحية، حدّ الانكسار، ولكن ماذا جنيت؟ لا مكان لي في قلبك، لا ذكرى تحفظني، ولا حتى خفقة حنين تُعيد اسمي إلى ذهنك. لم أندم على حبي لك، بل ندمت على بقائي الطويل بعد أول خذلان. ندمت على سذاجتي حين صدّقت بأنك لي، وعلى إيماني الأعمى بكلماتك، وعلى دموعي التي سالت لأجلك، بينما كنتِ تبتسمين لغيري. أكتب الآن لا لأعاتبك، بل لأفرغ ما في صدري من وجعٍ ثقيل، من خيبةٍ لا تشبه سواها، من حبٍّ مات واقفًا لأنك لم تروِه، بل تركته يجفّ ويذبل بين يديك. سأرحل هذه المرّة بلا رجوع، لكنني لن أنسى، لأن بعض الجراح لا تُشفى، وبعض الدروس لا تُنسى، وبعض الحكايات تترك فينا حزنًا لا يزول مهما مضى الزمن .

leon

Open In TikTok:

Region: SA

Sunday 20 July 2025 21:53:52 GMT