🌿 الأماني العظيمة 🌿 حين استمعت الي هذه الأبيات شعرت أنها مناجاة صادقة خرجت من قلبٍ عرف الله فأحسن الظن به ورفع إليه حاجته بحب وخشوع وصدق كلمات لمست شيئاً عميقاً جداً في داخلي فخرجت ببساطة وعفوية على لسان هذا الشاعر ( الدعيتر ) الذي لم يطلب شيئًا لنفسه فقط بل تمنى الخير للناس ،الفرج للمظلوم والطعام للجائع والرحمة للعابرين. كل بيتٍ من أبياته لامس قلبي وكأنه كُتب لي أو كتب عني كنت أقرأ وعيناي تمتلئ بالدموع لا حزناً بل تاثراً لأنني شعرت بكل يقين أن الله يسمع وأنه لا يرد عبدًا جاءه مخلصاً متجرداً من حوله وقوته لقد أيقظ في داخلي رجاءً قديمًا بأن الله قادر، وبأن حسن الظن به لا يضيع. قالها الشاعر ببساطة عظيمة: "أنا يا رب عبدك، وعندي ليك حكيّه" بداية حديث عبد لجأ إلى ربه لا مترددًا بل متيقناً أن كل ما في قلبه يسمعه الله قبل أن يُنطق به لسانه. ثم أتبعها بإعلان توحيد يملأ القلب طمأنينة، حين قال: "ماني المشرك السبتك ندهت فكيا" لم يطلب من بشر لم يطرق أبواب الناس، لم ينتظر عون أحد بل طرق الباب الوحيد الذي لا يُغلق لا شيخاً ولا وسيطاً فقط الله، لا غير. ثم تمنى أغلى أمانيه: "أنا ليك شاكي يا الغيرك ما في شكيّه أشبع مال وقدّام بيتي أسوّي تكيّه" أمنية ليست للترف ولا للمظهر، بل لأن يغنيه الله ليُطعم أن يجعل من بيته مأوى ورحمة، لا أن يبني القصور بل أن يقيم تكيّة وموائد مفتوحة لكل من مر لا تُسأل فيها الأسماء ولا تُحاسب فيها الأيدي بل يُطعم فيها باسمك يا الله في السرّاء والضرّاء. ثم وقف بثقة على باب الرزاق فقال: "ربي الرازق الطير والإنس والجان" من يرزق الطير الذي لا يملك قوت يومه، ومن خلق الجان الذين لا نراهم ومن خلقنا نحن الضعفاء، فكيف لا يرزق عبدًا سأله بإلحاح وقلبٍ مفعم بالرجاء؟ تذكير بديع أن الرزق لا يحتاج واسطة، بل دعاء وقلب يثق. "ما دام إنت موجود، في مافي زول زهجان" كأنها بلسم لكل قلب مهموم، فوجود الله كافٍ، وقربه شفاء، ومن كان الله معه، فممَّ يخاف؟ جملة واحدة اختصرت معنى الطمأنينة التي طالما بحثنا عنها في أماكن خاطئة، وهي كانت دوماً هناك في القرب من الله فقط. وتتجلى الرحمة والنية الطيبة في أبهى صورها حين قال: "أشبع مال، وأدفع ديّة السجّان" لم يطلب المال ليجمعه أو ليعلو به، بل ليفك رقبة مكروب، ليدفع دين سجين أنهكه العجز، وليكون سبباً في حرية مظلوم لا يعرفه، لكنه يريد له الحياة. يا لعظمة هذه النفس التي ترى في الغنى مسؤولية، وفي المال بابًا للنجاة، لا للترف. ثم ختم بأجمل أمانيه: "وأمشي السوق أبيع، والناس تشيل مجان" أي كرمٍ هذا؟ أي نقاء؟ يريد أن يبيع لا ليكسب، بل ليُعطي أن تكون يداه سببًا في أن يأخذ الناس حاجتهم دون قيد، دون ثمن، دون إذلال، يريد سوقًا من الرحمة، وأرففًا من الكرم، وعطايا لا مقابل لها سوى وجه الله. يا رب، إنني رأيت في هذه الأبيات دعاءً يُشبه قلبي وأمنياتٍ تمنيتها ورجاءً تمنيت أن يسمع منك فها أنا أرددها مع هذا العبد الصادق: إن رزقتني فاجعل رزقي سبباً في فرح الناس، وإن أغنيتني فاجعل غناي مأوى للغريب وطعامًا للجائع وسترًا للمحروم اللهم اجعل أمانينا عظيمة، خالصة لك، وعطايانا خفيفة على عبادك وخذ من قلوبنا ما يرضيك وامنحنا ما به نرضيك 🤎#السودان #dohaqatar🇶🇦 #فجاخ #fajjakh #دوبيت - @fajjakh0