الحزن ليس طيفًا يزورنا ثم يرحل، بل هو النتيجة الحتمية لعقلٍ يرى أكثر مما ينبغي. كما كتب بوكوفسكي: “الحزن سببه الذكاء.” كل معرفة جديدة تقتلع قناعًا، وكل بصيرة تجرّدنا من وهمٍ كان يمنح الروح دفئها. من أونامونو الذي رأى في الوعي مأساة، إلى بنيامين الذي وصف التاريخ بركامٍ من الأنقاض، إلى سيوران الذي اعتبر أن وضوح العقل يثقل القلب حتى العجز، يتكرّر الدرس ذاته: أن الذكاء لا يهبنا عزاء، بل يسلب ما تبقّى من الطمأنينة. في هذا المسار، يغدو الوعي مشرطًا لا يعرف الرحمة: يفتت المعاني، يعرّي المشاعر، ويحوّل كل يقينٍ إلى أطلال. هكذا يصبح الذكاء لا وعدًا بالخلاص، بل لعنة تتكثّف مع كل لحظة إدراك، حتى يغدو الحزن بنية وجودية لا تنفصل عن الكائن المفكر. نحن نضحك ومعنا ظل نهايتنا، نحب ومعنا طيف فراقنا، نكتب ونحن نعرف أن ما نكتبه سيغدو غبارًا. إنها التراجيديا التي تحاصر كل من تجرأ على النظر بعمق: أن لا يعود قادرًا على النوم في حضن الأوهام، ولا قادرًا على احتمال الحقيقة العارية. هنا، يصبح السؤال معلقًا فوق رؤوسنا: هل كان الجهل دفئًا ضائعًا، أم أن الذكاء هو موت بطيء لا خلاص منه؟ ⸻ بوكوفسكي، الفلسفة، الوعي، الحزن والذكاء، سيوران، أونامونو، فالتر بنيامين، كولن ولسون، العدم، شوبنهاور، نيتشه، فلسفة وجودية، الفكر #العراقيين #السلام_عليكم #العقل #الدين_النصيحه #الكوت_النجف_الحله_الديوانيه✌🇮🇶عراقي_🤫 - @kaqm90