@muq2003t: # "في مشهدٍ مؤلمٍ يختزل قسوة الواقع، رأينا اليوم صور الشهداء تُنزَل من على الجدران، لتُعلَّق مكانها صور المرشحين للانتخابات. الشهداء الذين ضحّوا بأنفسهم، قدّموا أرواحهم رخيصةً في سبيل الوطن، تركوا خلفهم أهلاً وأطفالاً وعوائل عاشوا مرارة الفقد، ليبقى العراق حراً عزيزاً. هؤلاء الأبطال لم يقدّموا شيئاً سوى دمائهم الطاهرة، لم يسعوا لمناصب، ولم يلهثوا وراء الأموال، بل جعلوا الوطن أغلى من كل غالٍ. ومع ذلك، بكل برودة، تُنزع صورهم وكأن تضحياتهم صفحة عابرة، وتُرفع بدلاً عنها صور أشخاصٍ لم يقدّموا للوطن ما يذكر، بل ما عرفوا إلا التنافس على المناصب وتكديس الثروات. إنّ الدولة التي تستبدل وجوه الشهداء بوجوه المرشحين هي دولة لم تحفظ عهد التضحية، ولم تصن دماء من ضحّى. ما أبعد الفارق بين دمعة أم شهيد فقدت فلذة كبدها، وبين ابتسامة مرشح يسعى لمكاسب انتخابية. وما أقسى أن تتحول جدران الوطن من ذاكرةٍ للشهداء، إلى لوحاتٍ دعائية لأهل الكراسي. إن العراق لا يُبنى بالشعارات والصور، بل يُبنى بدماء المخلصين وتضحياتهم، وبحفظ أمانة الشهداء والوفاء لذكراهم."#