@rawaeelzamnelgamil: حنان الطويل ولدت في 12 فبراير 1966 وهي واحدة من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في تاريخ السينما المصرية والعربية، ليس فقط بسبب موهبتها الكوميدية الفريدة، بل أيضًا لكونها أول ممثلة مـ.ـتـ.ـحـ.ـو.ـلـ.ـة جـ.ـنـ.ـسـ.ـيـ.ـًا في مصر والعالم العربي. قصة حياتها تجمع بين الحلم، الفن، المعاناة، والمأساة التي انتهت برحيل مفاجئ غامض لا يزال مثار حديث حتى اليوم. من طارق إلى حنان وُلدت حنان في مدينة سنورس بمحافظة الفيوم تحت اسم طارق. منذ طفولتها ظهرت عليها علامات اضطـ.ـراب الـهـ.ـويـ.ـة الجـ.ـنـ.ـسـ.ـيـ.ـة، فكانت ميولها وسلوكها أقرب إلى الأنثى. حاولت أن تخفي هذا الصراع الداخلي لسنوات، لكن الأمر أصبح عبئًا نفسيًا كبيرًا عليها. وعندما صارحت أسرتها برغبتها في إجراء عملية تـحـ.ـو.ـل جـ.ـنـ.ـسـ.ـي، قوبلت برفض شديد، نظرًا لرفض المجتمع المحافظ مثل هذه القرارات. ولم تجد أمامها إلا السفر إلى الخارج حيث أجرت العملية، لتعود إلى مصر باسمها الجديد: حنان الطويل. بداية المشوار الفني رغم كل ما واجهته من صعوبات اجتماعية ونفسية، إلا أن شغف حنان بالفن كان أقوى. بدأت مشوارها الفني عام 1999 من خلال فيلم "عبود على الحدود"، حيث ظهرت في مشهد قصير لكنه ترك انطباعًا لدى الجمهور. بعدها تألقت في مسرحية "حكيم عيون" مع النجم علاء ولي الدين وأحمد حلمي، حيث أثبتت قدرتها على خطف الأنظار بخفة ظلها وحضورها القوي على المسرح. بصمات في السينما رغم قِصر مسيرتها، تركت حنان الطويل بصمة واضحة في أدوار صغيرة لكنها لا تُنسى: "الناظر" (2000): بدور مدرسة اللغة الإنجليزية "مس انشراح". "55 إسعاف" (2001): الجارة خفيفة الظل. "عايز حقي" (2003): موظفة في الشهر العقاري. "عسكر في المعسكر" (2003): الراقصة "كوريا"، حيث اشتهرت بجملتها الشهيرة: "البيت دا طاهر". صراع مع المجتمع والنهاية المأساوية مع ازدياد شهرتها، واجهت حنان ضغوطًا نفسية واجتماعية شديدة. كثير من جيرانها رفضوا تقبّلها، ووصل الأمر إلى تقديم بلاغ ضدها للشرطة، انتهى باحتجازها في مستشفى العباسية للأمراض العقلية. في الأول من ديسمبر 2004، رحلت حنان عن عمر 38 عامًا. اختلفت الروايات حول سبب وفاتها: البعض قال إنها انـ.ـتـ.ـحـ.ـرت. آخرون قالوا إنها توفيت نتيجة أزمة قلبية. بينما ترددت رواية عن وفاتها خلال جلسة كـهـ.ـربـ.ـاء داخل المستشفى. لكن الحقيقة المؤكدة أن رحيلها كان صادمًا وغامضًا حتى اليوم. والمؤلم أكثر أن أهلها رفضوا تسلّم جثمانها، ليتولى الفنان أشرف زكي – نقيب الممثلين آنذاك – مسؤولية دفنها. إرث قصير لكنه خالد رغم رحيلها المبكر، تركت حنان الطويل أثرًا لا يُمحى. فقد جسّدت في أدوارها معاناة شخص يحاول أن يعيش حقيقته وسط مجتمع لا يرحم المختلف. وبقيت شخصياتها الكوميدية محفورة في ذاكرة الجمهور، شاهدة على موهبة لم تأخذ فرصتها كاملة.
